أهم الفنون الإسلامية

اهتمت الحضارة الإسلامية بالفنون بشكل كبير، بل و برع الفنانون المسلمون في استحداث فنون جديدة في مجالات عدة، و لم يكتف الفنانون المسلمون مع الفنون الأخرى بمجرد نقلها كما هي أو النبوغ فيها بل قاموا باستحداث و دمج العديد من العناصر الفنية لهذه الفنون، مما أضاف لها طابعا خاصا جدا ميزها عن نظيراتها في الحضارات الأخرى.
موضوع مقالنا اليوم يخص أحد أهم الفنون الإسلامية هذه و هو فن الزخرفة و التصميم اليدوي، و سوف نخص مجال محدد في هذا الفن ذو الحقول المتعددة، وهو الزخرفة بالذهب أو ما يطلق عليه اصطلاحيا فن "التذهيب".
اهتم الفنان المسلم بالكتابة المزخرفة بالذهب أو ماء الذهب تحديدا مع استخدام الخطوط العربية المميزة، وهو ما أنتج هذا الفن الرائع الذي يطلق عليه التذهيب.
ما هو التذهيب؟
التذهيب هو عملية إضافة الذهب لشيء آخر مما يجعله مذهب، و بسبب اهتمام الفنانون المسلمون بالكتابات المزخرفة فقد أضافوا أيضا الذهب كعنصر زخرفي للخطوط، وتم استخدام هذا الفن في تزيين و زخرفة الأسطح الصلبة و على أوراق الكتب.
و قد برع المذهبون - و هو ما يطلق على الفنانين الذي يعملون في فن التذهيب – بتحضير و خلط الطلاء المستخدم في هذا الفن الذي كان يمر بالعديد من المراحل لتطويع معدن الذهب و استخدامه، حيث كانوا يقومون بخلط صفائح الذهب الرقيقة بالماء و الصمغ العربي و يقومون بالعديد من العمليات الحرفية جدا التي تجعل الذهب مادة سهلة جاهزة للطلاء.
الأدوات المستخدمة في هذا الفن :
استخدم الفنانون بعض الأدوات في فن التذهيب، ناهيك عن الأدوات التي استخدمت في البداية في عملية تحضير و تجهيز سائل الذهب ، فقد استخدم الفنان المسلم أداة تسمى المهرة وهي أهم أدواته لتوزيع الذهب على المكان المزخرف مسبقا ، مما يساعد على توزيع الذهب و طلائه بشكل فني متميز على هذه الزخارف مما يعطيها لمان الذهب اللافت للنظر و بريقه المميز الذي يحبس الأنفاس.
استخدامات هذا الفن المميز:
فن التذهيب هو أروع الفنون الكتابية بعد فنون تجويد الخط العربي، و برزت استخدامات فن التذهيب على أيدي المذهبين في استخدامه لزخرفة الصفحات الأولى و الثانية و كذلك الصفحتين الأخيرتين من المصحف الشريف، كما تم استخدامه في تزيين أغلفة القرآن الكريم و بعض كتب التراث الإسلامي الشهيرة، كما ظهرت براعة استخدام التذهيب في اللوحات الفنية الحافظة لآيات القرآن الكريم كتلك التي يقوم بتصميمها الفنانون البارعون في فارجو .
كما استخدم فن التذهيب بشكل واسع في تزيين الصفحات الداخلية للمصاحف و كتب الشعر العربي و صور المنمنمات "الفسيفساء".
فعادة يكون استخدام هذا الفن في الغلاف وفي أول صفحة و دائما ما تم استخدامه حول سورتي الفاتحة والبقرة وعناوين السور.
وجدير بالذكر أن التذهيب أعطى طريقة كتابة المصاحف قيمة فنية إضافية وبدأت تتداول المصاحف المُذهبة كنوع من الهدايا القيمة بين حكام الدول.
و لكن بقى أن نؤكد على أن فن التذهيب الإسلامي لم يقتصر على القرآن و المصاحف، بل برز ليكون إحدى مكونات فن الكتب وهو فن في حد ذاته ويعتمد على أربعة أساسيات هم :
1- فن الخط العربي
2- فن التذهيب
3- فن المنمنمات " الفسيفساء"
4- فن التجليد للأغلفة
لذلك ففن التذهيب يستلهم من الطبيعة عناصره الأساسية مع قواعد للرسوم المستخدمة تعتمد أساسا على الهندسة الإسلامية البارزة في التفاصيل النباتية المميزة لهذا الفن وتعكس الثراء الفني و أيضا الاقتصادي للعصور الإسلامية .
اليوم نجد العديد من النماذج الفنية الرائعة لفن التذهيب التقليدي تقدمها فارجو للجميع من هواة الفنون الإسلامية والتي تجمع بين الأنماط الكلاسيكية والحديثة معا في آن واحد، والمناسبة لكافة الأذواق و الإمكانيات المادية المختلفة.